* أحمد القرشي
حين نتلقى بلاغاً عن قاصر على وشك التزويج من قبل أسرتها؛ وبعد التحري عن القضية يتوصل مختصوا الحماية لحقائق غير سارة مع بعض الحالات:-
١. الأسرة جميعها موافقة.
٢. لا يوجد كافل – من محارمها – يمكن ان يؤمن لها الرعاية والحماية في حال تطلبت حمايتها ذلك.
٣. لا توجد مؤسسات ايواء لدى الدولة إذا ما تطلب الأمر توفير السكن والرعاية لمثل هذه الحالات.
٤. البنت نفسها موافقة وتشتي تتزوج. (وان كانت موافقتها غير معتبرة)
5- لا يوجد قانون وطني يحدد سناً آمناً للزواج.
ماذا يمكننا ان نعمل كمنظمة حقوقية في مثل هذه الظروف؟
اضع هذا السؤال لتوضيح الصورة للزميلات والزملاء الذين يشنون حملات مناصرة ويضعون اشارات فايس بوك لي ولمن يعرفون من مختصي الحماية دون التعرف على ملابسات وابعاد القضية ولا حتى التفكير بمآلات نجاح احتشاداتهم العاطفية تلك.
بالنسبة لنا فإن التدخل في قضايا من هذا النوع الحساس اشبه بالسير في منطقة ملغومة لذا فنحن نجتهد بشدة لحماية انفسنا من التحول إلى هراوات بأيدي المحتشدين للعاطفة او اطراف نزاعات اخرى يسعى بعضهم لتوظيفنا ضد غريمه بمجرد ان يجد فرصة يعتقد أنها مناسبة للفتك به.
مهمتنا الأساسية في منظمة سياج هي حماية الطفل الضحية بشكل مناسب يحقق له المصلحة ويجبنه أي مضاعفات يمكن أن تمس بحياته أو سلامته أو كرامته الإنسانية.
الدفاع عن حقوق الطفل ليست مسألة عاطفية يمكن القيام بها بشكل ارتجالي وخاصة القضايا والمشكلات التي تكون الاسرة والاهل طرفا فيها وحقوق الطفل الاساسية والفضلى طرفا فيها فهي عملية دقيقة تقتضي التنبه والحذر بالشكل الذي يحقق مصلحة الطفل الفضلى ويجنبه أي مضاعفات ناتجة عن الاحتشادات العاطفية غير المدركة لأبعاد ومآلات ما تقوله منشورات البعض وتنادي به في وسائط التواصل الاجتماعي.
حسنا. لو اعترضنا على تزويج بنت ال 15 عاماً من العمر في ظروف كالتي أشرت إليها. ثم دخلنا في تحدي مع أسرتها واهلها وتمكنا من تحقيق انتصار في القضية ترتب على ذلك أن الضحية اصبحت غير قادرة على مواصلة العيش في منزل الاسرة: من سيتكفل بها؟ من سيقدم لها الحماية والرعاية والامان؟ واين ستذهب بعد انتهاء الاحتشاد غير المدروس؟
إن من أوجب واجباتنا كمنظمة حماية طفولة هو البحث عن افضل الخيارات الممكنة التي تضمن حقوق الطفل.
* رئيس منظمة سياج